حــــــس

متجـر الأشـمغة يفيـض بالأمـواج الحمـراء الـتي تتـسرب إلى طرقـات السـوق، لـم نعـرف بائـع أشمغة ً في بضاعتـه، إذ أن متجـره يذكرنـا بآبـاء عـلى مـد النظـر يصطفـون لصـلاة العيـد أو واحـد ينـادي ترغيبـا يتموضعـون بأناقـة في صـور أبناءهـم، تـذوب الذكريـات في الأمـواج الحمـراء، كمـا تـذوب في تشـخيصة الأب، كما تذوب في الذكريات التي صنعتنا، ولا نعرف لها نقطة ابتداء.

دعـــــاء

يسود الهروب البطيء للداخل ويعلو على ما سواه، ونستكشف عائدين سهولة التخلي ولذة الترك، سكون الروح هذا يعني أن القلب قد علِم صلاته وتسبيحهُ، وليس إلّا حبيبات رمل دقيقة اسمه الثواني، يعلمنا تساقطها الرتيب أن لا زلنا ننتمي إلى هذا العالم.

مائـــــدة

ما يثيره جفاف الفم، تستحثه الحواس للروائح المتطايرة المنبهة بنكهات نعرفها، في لحظات يُخمن هذا الطعم الذي تصاعدت رائحته تواً، أو يحترم الخيال الذي يقيس درجة برودة المشروب الذي يصب بكرم في آخر المائدة، ويتراجع الذوق العام ليتخذ كلٌّ ما يعن له من طريقة جلوس أو صوت ارتشاف أو مضغٍ صارخ. أي لحظة عابرة من الممكن أن تتحول إلى ذكرى لا قبل لأحد بحصارها: العم المنكفئ على استخلاص نواة التمر لطفلته، أو الأم التي تخرج الكؤوس ذات النقش المميز للاجتماع العائلي. أو الشاب الذي أخرج أدوات القهوة المختصة دون مقدمات.

وطعام العيد يفرش، وريثما تكتمل الحلقة حوله، قال الطفل واسع الحيلة عميق الفهم: إن للنهار طعماً حلواً.
احتـــــفال

نعود أطفالاً، ننتبه في الصف الذي اتخذناه أننا نفوق عمراً من سواناً، ونتجاهل عمداً تصور أنفسنا في الصور: قامتنا الطويلة إزاء القامات الصغيرة المتحفزة، ووجهنا المتحفز باليقين والمنافسة مقارنة بالوجوه الملونة بالصبغ والبهجة. نقول: إن ما نملكه من ذكريات قابل لهزيمة أعتى الحقائق، ثم نتذكر أن أبطالنا الخارقين، وشخصياتنا المفضلة من الكارتون، والدمى التي كانت رائجة، قد كبرت هي الأخرى ولم يعد يتذكرها أحد.

النصوص: منصور العتيق

اقرأ المزيد

الحنين؛ بين الحرف والموقف

كلمة أُخرى، يصعب تفسيرها، تضاف لقاموس اللامعنى وتكون غصنًا لشجرته، وكغيرها مفردة نادرة، تُفسر بالذكرى وجمع الذكريات، تفسر بالموقف الصادر اللاإرادي...

اقرأ المزيد

خـــــمس نـــــجوم: تــــــقييم
الـــعميل ونـــفسية المـــوظف

دخلت مع الاخصائية حجرة الليزر وقبل أن أدير وجهي لأنظر لها بادرتني بقول: عباءتك جميلة جداّ! نظرت بتعجب للعباءة الكحلية التي تحتل الصدارة في قائمة أكثر عباءة عادية في دولابي وابتسمت للممرضة وشكرتها. ما إن...

اقرأ المزيد

أن تكون صحفيًـــا للسينمـــا

كانت أغرب سيرة ذاتية كتبتها في حياتي، كتبت برنامجي اليومي، وقراءاتي اليومية، وما أتابعه ومالا أتابعه، والكتّاب الذين أقرأ لهم والذين أخطط للقراءة لهم، حتى أنني أشرت للحفلات الغنائية التي أحضرها، وأرفقت بعض التدوينات البسيطة...

اقرأ المزيد