pink-dot

 كـــيـــتَ وَكـــيـــتْ وَكـــيـــتْ

pink-dot

كيــــــــت وكيـــــت في معـــرض الـكتــــاب

النسخة ٣ – منشور في أكتوبر ٢٠٢٣

“قيمة الكتب ليست أحيانا في كمالها الفني، بل في استطاعتها أن تعيش في حياة طائفة من البشر”

– توفيق الحكيم

سالفة

تقول زميلتنا منيرة الخليل:

من طرائف إدارتي لصالون كيت وكيت الثقافي بمعرض الكتاب استغراب الجمهور والمتحدثين للتقنية المستخدمة في الصالون، كان الصالون في قاعة مفتوحة في المعرض ولرغبة المنظمين عدم إزعاج المارة والقراء والزوار، ابتكروا طريقة صامتة لعمل الجلسات والمحاضرات؛ ذلك بإعطاء الجمهور سماعات رأس للاستماع للجلسات الحوارية والورش بدل الطريقة التقليدية المعتادة بوضع مكبرات الصوت.

فوجدت نفسي أشرح آلية الاستخدام، أو تقنية الصالون للجمهور والمتحدثين من الضيوف التي كانت تقابل بتعجب وعدم فهم، كما أنك عندما تمر من أمامهم تشعر كما لو أنهم يؤدون طقوس معرفية أو في جلسة تأمل صامتة. أيقنت أن الطرق التقليدية ما زالت مفضلة وحاضرة لدى الناس، وتفضيل الاستماع للمتحدث والتواصل المباشر في التفاعل مع المتحدث وإيماء الرأس دون تقنية تفصل بينهم من طقوس تلك المناسبات.

كما أتذكر الأسئلة الكثيرة حول مسمى المنصة “كيت وكيت” وفي إحدى أيام المعرض سمعت مصادفة مناقشة لفتاتين من الحضور:

الأولى: “ما فهمت وش قصدهم كيت وكيت؟“.

لتجاوب الأخرى: ” كيت وكيت يعني blah blah blah“.

وأخيرا، من أحد المتحدثين الضيوف في المعرض عند سماعها الاسم استهلت ضاحكة “كت كات!“.
حاشية

البلاد: بلاد الزعتر والزيتون

محررة وجهات: منيرة السميح






لا أحمل الزيتون في المنفى معي

وشــراء زيــت المترفـين مذلـة

– أحمد بخيت

تناديه صديقتي جيهان ب “البلاد” هكذا بلكنه دافئة واثقة من أن ما تحكي عنه ليس بلداً واحداً إنما أكثر ، لذا فهو (البلاد). (البلاد) الذي تلفه كوفية حول عنقها في شوارع لندن وتحضره لشقتي في طبق من لفائف المسخن وزبدية تبولة مدللة بزيت الزيتون الحقيقي! نعم الحقيقي كما تحب وصفه لأن أشجاره مزروعة في حقل عائلتها وأفراد عائلتها بنفسهم يتولون رعايته وعصره، حقيقي لأن (البلاد) وحدها تحتفي بالزيتون وتقيم لمواسمه عيداً خاصاً. دللتني جيهان مذ عرفتها ب(برطمانات) زيت الزيتون والزعتر المرسلة من (البلاد)، شيء من رائحة الأهل والأرض، أستقبله بابتسامة وأردد ” إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون”.

البقاء الذي ذكره درويش رأيته في عيني صديقة أخرى حين تعرفت عليها منذ سنوات لاجئة حديثة في بريطانيا تبحث عن زيت (بلادهم) بحزن من لم يهنأ بالطعام منذ وصوله، لأن المكونات الغربية وإن تشابهت في الاسم إلا أنها خالية من الروح خالية من المذاق! من لم يخبر الغربة قهراً وتشريداً ربما لن يفهم كيف لزيتٍ أو بُن أو زعتر أو سواه من الأطعمة أن يكون بلا طعم وهو يحمل علامة تجارية شهيرة غالية الأثمان! صديقتي تفهم الفرق جيداً وتدركه بقلبها قبل لسانها وهي تقول بحسرة حين صحبتها لمتجر بقالة عربية علّها تجد مبتغاها وارداً من بلادها: “تركت قنينة زيت كبيرة بالبراد طلعت من الدار بسرعة وتركتها! قالوا لنا ما نحمل ولا شيء معنا”.

الخروج السريع من الدار أو الفرار بالروح من أرضها، (برطمانات) الزيت والزعتر والزيتون، الصاج الذي غادره أهله وهو لم يبرد بعد من خَبز المسخن والمنقوشة، كل ما تركه أهل (البلاد) خلفهم حين حالفهم الحظ في ألا يكون المتروك (أرواحهم)، تركوه بحسرة في القلب على أن يعودوا، تعود جيهان لعيد الزيتون في حقل العائلة، وتعود زهور لقنينة الزيت في البراد ويعود حنظلة ليكبر في (البلاد).

 

حدث 

 
– طلقنا سلسلة مكتباتهم” عبر قناتنا في يوتيوب، حلقتنا الأولى كانت مع الدكتور راشد العساكر، فيما جاءت حلقتنا الثانية مع الكاتبة العمانية بشرى خلفان.
 
– يمكنكم الاطلاع على مقال “عن خالي… جارالله الحميد، عن عشبة برية”
بقلم: سعود السويداء في موقع كيت وكيت الالكترونيرابط المقال