pink-dot

 كـــيـــتَ وَكـــيـــتْ وَكـــيـــتْ

pink-dot

ســــيــــجــــار وشــــاهــــي  / أو / Anime Sandwich

النسخة ١ – منشور في أغسطس ٢٠٢٣

” ومن يشك أن الوحدة خير من جليس السوء، وأن جليس السوء خير من أكيل السوء، لأن كل أكيل جليس وليس كل جليس أكيلاً “

– الجاحظ، كتاب البخلاء

سالفة

“اللاونج” هو اسم للتجربة وليس المكان، وهو إذن يعني ما تريد أن تعنيه، بقليل من الإصرار وتجاهل الأسئلة غير المرغوبة من قبيل: “تعرفون وش معنى الكلمة؟”. في الرياض كان هناك المطعم والمقهى، ثم جاء الكوفي شوب وقال إنه ليس المقهى، بل تجربة جديدة، ثم جاء “اللاونج” بعد ذلك ليقول إنه ليس الكوفي شوب وليس المقهى، وإنه لن يخبرنا بماهيته قبل أن ندفع رسوم العضوية مثلاً، أو أن نتشارك هواية خاصة كالشطرنج أو تدخين السيجار، غاب عن بال اللاونج أن ما حدث سابقًا سيحدث مجددًا، وأن المسمى الجديد سيأتي بلا ريب، ويقول إنه ليس اللاونج، وليس المقهى، وليس… إلخ.

 

يعرف من قضوا طفولتهم في الثمانينات والتسعينات، مسمى: “شطيرة” الذي كان يستخدم في كل أعمال الرسوم المتحركة المدبلجة تقريبًا، وهو عبارة عن ساندويتش ضخم، مليء بالأشياء الغريبة الملونة التي تحتفظ مع ذلك بقابليتها العارمة لإثارة الشهية، معد من قبل بعض الأمهات في مسلسلات شبكة سبيس تون، أو الطباخين العظام العاملين في قصص مسلسلات (أليس في بلاد العجائب) و(عهد الأصدقاء) و(سالي) وغيرها. لا يزال مسمى “شطيرة” يحتفظ بالبريق نفسه الذي حفظته له اللغة، ومن غير المنطقي مثلاً اقناع أطفال الأمس أن الساندويتش المعتاد الذي تناولوه هذا الصباح في مقر عملهم هو ذاته “شطيرة” الطفولة، فالحمولة اللغوية الجمالية للكلمة، مع ما تحمله من حنين كاسح، لا تدعم هذه الحقيقة.

 

لا يزال مصطلح Anime Sandwich القائم حتى الآن يدعم ما ذهبنا إليه، أما ما يدعمه على أرض الواقع فهو الصراع المرير الذي يعيشه اللاونج لإثبات هويته فيما يبدو اللحظات الأخيرة من حياته. تنتشر حالياً مقاهي تتسم بالبساطة الشديدة، والتفاوت الظاهر في مستوى الأناقة، مكرسة للعشاق الصامتين طويلاً للشاي، وحيث أن هؤلاء يقولون أنهم أصحاب الشغف الحقيقي الذي صحّ أخيرًا.

 

فلم يهتموا بتسمية خاصة لشغفهم القديم الجديد، بل انتشروا كيفما اتفق، على كل الأرصفة والمدن والمطارات والمعارض، ظهروا بكثافة ظاهرة، وسموا مكانهم ببساطة: الشاهي.

حاشية

في التعافي من الإجازة والعودة للحياة اليومية

محررة وجهات: منيرة السميّح

إذا كنت تعاني من مشاعر سيئة عند العودة من الإجازة فأود أن أطمئنك أنك لست وحدك! حذرت همبلينا روبلز أوتيجا الباحثة في قسم الشخصية والتقييم والعلاج النفسي بجامعة غرناطة من أن العودة للروتين بعد الإجازة قد يخلق لدى الشخص أعراضاً نفسية وجسدية تتمثل في التعب، والتوتر، والنعاس أو الأرق، والشعور بالفراغ، والحزن، وقلة الشهية، وآلام العضلات. هذه الأعراض كلها تعرف بـ: (متلازمة ما بعد الإجازة) أو: (اكتئاب ما بعد الإجازة أو ما بعد السفر).

 

أزعم أني شخصياً أسافر بحماسة وأعود بحماسة مماثلة، لذا سأشارك هنا بعض “التكنيكات” التي أستخدمُها وأجدُها فعالة لتجنب اكتئاب ما بعد السفر:

 

إجازة من الإجازة

أحرص على إنهاء إجازتي والعودة للمنزل قبل العمل بأيام كافية تسمح لي باستعادة ضبط المصنع! وتنظيم وقت النوم الذي اضطربت إعدادته مع السفر، والعودة للطعام المنزلي وتنظيم الوجبات، والعودة للرياضة إن كنت تركتها في الإجازة، وإنجاز أي مهام تتعلق بالعمل وتحتاج لإنجاز قبل العودة له.

 

العودة لمنزل مرتب!

أتفق مع عاملة التنظيف مسبقاً على الحضور عند وصولي. منزل نظيف ومرتب يربت عليك وينفض عنك وعثاء السفر وعناء التنقل بين مساكن ليست لك. إن شق عليك الترتيب لتنظيف المنزل قبل العودة، تستطيع تنظيف وترتيب منزلك قبل السفر فتعود وهو جاهز لاستقبالك.

 

مدد مذاق اجازتك

أحرص عند العودة من أي وجهة على اصطحاب تلك الوجهة معي؛ أكون عادة قد جلبت بعض المكونات والأطعمة المحلية من البلد وكذلك بعض الوصفات لأقوم بتحضيرها بطريقة تعيد لي شعور الإجازة اللذيذ. كذلك موسيقى البلد الذي عدت منه تبهجني وتخفف وطأة العودة، هذه الأغنية مثلاً عادت معي من تونس العام الماضي لتخلق لي شمساً تونسية في الرياض. أيضاً طباعة صور الإجازة وترتيبها في ألبوم وتعليق بعضها حولك يجعل مذاق الإجازة وشعورها يدوم.

 

استرخِ، واسترخِ، ثم استرخ

سواء قضيت إجازتك بين الجبال، أو راكضاً في عاصمة لا تنام، أو مسترخياً على شواطئ اليونان، فإن أكثر ما تحتاجه عند العودة هو (الاسترخاء). التمدد على الكنبة ومشاهدة مسلسل خفيف أو قراءة كتاب أكثر خفة هو ما تحتاجه، ولا بأس من أن تتعمق في الاسترخاء فتضيف جلسة مساج، أو عناية شخصية، أو أي وسيلة تعرف أنها تساعدك على (الرواق).

 

أخيراً، كتابة تدوينة هي واحدة من طرق التعافي من الإجازة، أمارسها عند كل عودة وابتهج، سواء كتبت عن الوجهة التي زرتها أو ثرثرت عن بعض الأفكار التي راودتني في الإجازة. جربوها وليس بالضرورة أن تشاركوها مع أحد.

 

ماذا عنكم، ماهي “تكنيكاتكم” المفضلة للتعافي من الإجازة والعودة للحياة اليومية؟