من صميم أحرف كُونت فأخرجت ما في النفوس بِبلاغة ومن عتمة إلى نور أخذت بيد العالم دخلت في اللُغات وترجمتها وقربت الثقافات من بعضها حتى غدت الأرض بها قطعة واحدة.

إنها الكتابة فن أنجبت فنونًا، رواية وقصة، قصيدة ومسرحية، لوحة ومقطوعة موسيقية كانت بدايتها حرف على الورق.

فنحن أمام  أي شعور نلجأ للكتابة،  وعند احتشاد الأفكار في رؤوسنا نكتب حتى تتحول كُل تلك المشاعر والأفكار إلى فن وهي أفضل طريقة في إخراج ما ذواتنا، وكما قال: جون لوكلطالما اعتقدتُ بأن كِتابات البشر أفضل ترجمة لأفكارهم” وبها نتحسس ماهية الشعور مهما كانت هيأته ولو  تأملت حياة كُل فنان على حدة وهو يزاول فنه وتفكر كيف أخرج هذا الفن منه لوجدت أن الورق والقلم يُرافقانه مع كُل إلهام، ولو أنك تأملت جميعهم  لأكتشفت أنهم يجتمعون في فن واحد هو “الكتابة”.

“الراوي” قبل أن تتسرب روايته  إلى مسامعنا لا بد لها أن تُكتب، و”الرسام” قبل أن يمسك بفُرشته أحيانًا يكون قد  مر بعينيه على قصة ولدت في رأسه فكرة لعنوان لوحته، كذلك أيضًا “العازف” في بعض الأحيان عندما يقرأ نص ما فيُثير شجونه ويُوقظ مشاعره فيهم بعزف مقطوعة تترجم ذلك النص  والحال أيضًا كذلك مع “الشاعر” عند نظم قصيدته لن تستقيم أوزانها إلا حين يكتبها. 

فلذلك الكتابة هي الطوبة الأولى عند بناء أي فن. وهي أشبه بقنبلة تنفجر بالفنون الملموسة والمحسوسة، فتصيب أعماقنا، فنتراقص أفئدتنا على أنغامها لحنًا، ونتلذذ بقراءتها قصة ورِواية وشِعرًا، ونستمتع بمشاهدتها مسرحيةً نرى من خلالها الثقافات قريبة وإن بعدت مع الكتابة نجوب الدُنى أمنين نحفظ الماضي البعيد خلفنا، نُخلد الحاضر، نكتب المستقبل.

سؤال مر بي وجدت و كان هو
“ماذا لو استيقظت يوما وقد اختفت الكتابة؟!”
شعرت أننا بِلا الكتابة ألوان العالم ستبهت، وستكون العتمة هناك مرئية في ذواتنا، و سيصاب الكُتاب بالجنون وتموت مهنة ساعي البريد، ستخلو المكتبات حين تغيب القراءة، ويتلاشى الفن، ويصاب العالم بأكمله بالجمود

لذا الكتابة بالنسبة للفنون هي بمثابة العجلة والتي بدورانها تستمر حياة كُل فَن..

اقرأ المزيد

التفاصيل التي تصنعنا

متجر الأشمغة يفيض بالأمواج الحمراء التي تتسرب إلى طرقات السوق، لم نعرف بائع أشمغة واحد ينادي ترغيباً في بضاعته، إذ أن متجره يذكرنا بآباء على مد النظر يصطفون لصلاة العيد أو يتموضعون ...

اقرأ المزيد

الـــــعالم المـــــجنون

ربما لن تكون مصادفة لو قلنا لكم أن أول عدو في أول فيلم أنيميشن مصوّر لسوبرمان، هو عالمٌ مجنون، يريد تدمير الأرض، دون سبب واضح. بالنسبة لنا، هذه الصورة تطبّعت للدرجة التي لا نلاحظ غرابتها،...

اقرأ المزيد

عادل إمام.. والهومو-ساداتوس

إذا كانت انطلاقة عادل إمام في السبعينات مع مسرحية (مدرسة المشاغبين 1971م)، والتي مثّلت احتجاج الشباب على اهتزاز السلطة الأبويّة، إلا أن بطولته المطلقة تحقّقت....

اقرأ المزيد